نعيم الجنة

نعيم الجنة

﴿الخُطْبَةُ الأُوْلَى﴾

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره  ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده  ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم لك الحمد خيراً مما نقول ، وفوق ما نقول ، ومثل ما نقول ، لك الحمد بالإيمان ، ولك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عزَّ جاهك ، وجلَّ  ثناؤك ، وتقدست أسماؤك ، ولا إله إلا أنت.

 

في السماء ملكك ، وفي الأرض سلطانك ، وفي البحر عظمتك ، وفي كل شيء حكمتك  وآيتك ، أنت رب الطيبين ، لا إله إلا أنت ، لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضى.

اللهم صلِّ وسلم على حامل لواء العز في بني لؤي، وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، صاحب الغرة والتحجيل، المذكور في التوراة والإنجيل.

اللهم صلِّ وسلم على صاحب اللواء  المعقود ، والحوض المورود ، اللهم صلِّ وسلم على من هديت به البشرية ، وأنرت به أفكار الإنسانية ، وزعزعت به الوثنية ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

 

 )يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (

 )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (

                                                                                                          

) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(

 

أما بعد

   فيا أيها المؤمنون ، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والاجتهاد في الأعمال الصالحة والعمل لما بعد الموت.

أيها المسلم   إنها أشرف الساعات ، وأنفس اللحظات في تاريخ العبد المؤمن ، تلك اللحظة التي يتناول فيها كتابه بيمينه  ) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (

) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (

 

تكاد تخرج روحه من بين أضلعه فرحا إنه كتاب من عزيز رحيم ـ سبحانه ـ ذي الجبروت والملكوت والإجلال والإكرام.

فتفتح لهم أبواب الجنة ) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ  ( وعددها ثمانية ، فإن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، وإن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، وإن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، وإن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان.                                           

وقد يدعى العبد الصالح المحسن من تلك الأبواب كلها، ومقدار ما بين مصراعي باب الجنة أربعون سنة ، قال عتبة بن غزوان : وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام كما ذكر له . أخرجه مسلم .

 

وإن سألت عن زمر أهل الجنة ، أي الذين يدخلون الجنة أول الناس ، فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r (( أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة                 البدر ، والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة )) متفق عليه.

 

عباد الله

 لقد أخبر الصادق المصدوق أن في الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض .متفق عليه .

 روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك t (( أن أم الربيع بنت البراء أتت رسول الله r فقالت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي البُكَاءِ، قَالَ: «يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جِنَانٌ فِي  الجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الفِرْدَوْسَ    الأَعْلَى )).

 

 

وفي الصحيحين من حديث أبي موسى t عن رسول الله r قال: ((جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا، وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا، وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ)) .

) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (

  سئل النبي r عن الجنة ما بناؤها قال: (( لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَاليَاقُوتُ، وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ وَلَا يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ )) رواه الترمذي .

   وكما أن هذا حالها وأرضها وبناؤها فإن فيها خيمة من درة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل لا يرون الآخرين يطوف عليهم                    المؤمن ، ولك أخي الكريم أن تتخيل هيئة هذه الخيمة ، وإذا أجال العبد المؤمن طرفه يرى شجرة كما أخبر النبي r يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها .متفق عليه ) لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (.

   فإن اشتهى الفاكهة ففيها كما أخبر الله تعالى  ) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (

 وقال ) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ وقال لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (

 

   وليست تلك الفواكه كفواكه الدنيا ، وإنما تتشابه في الأسماء ، فالاسم هو الاسم والمسمى . غير المسمى ، ألا ما أطيب تلك الثمار التي غرست أشجارها في أرض المسك ثم سقيت بماء هو أطهر ماء وأنقاه ، وأعذب مورد للصادي وأحلاه ، فإن كنت تريد غرسا في الجنة فلا يَفْتُرَنّ لسانك عن  ( سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ) فهو غراسها.

  أما أولئك الأخيار فلهم فواكه مما يتخيرون ، ولحم طير مما  يشتهون ، وشرابهم أنهار تجري من غير أخدود ، سبحان الله من أمسكها عن   الفيضان ، تجري من تحتهم وتفجر لهم كما شاءوا وأينما كانوا ، وهذه الأنهار عسل مصطفى وماء وخمر لذة للشارب منه، ولبن لم يتغير طعمه ، أما على ماذا يقدم الطعام والشراب ، فعلى صحاف من ذهب يطوف عليهم بها غلمان كأنهم اللؤلؤ المكنون .

) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (.                      

  وهم الملوك على الأسرة على رؤوسهم  التيجان ) يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ و قال وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ (   .

    أبهج الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير ، فقد جمع الله لأهل الجنة بين حسن منظر اللباس والتذاذ العين به ، وبين نعومته والتذاذ الجسم فيه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

أقول ما تسمعون واستغفر الله الغفور الحليم ، لي ولكم من كل ظلم وجرم إنه هو التواب الرحيم.

 

﴿الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ﴾

      

   الحمد لله رب العالمين ، هيأ لعباده الصالحين الكرامة والنعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ، وصلى الله عليه وسلم وبارك على عبده ورسوله النبي الأمي الذي أتم الله به النعمة ، وكشف به الغمة ، ونشر به على الخلائق الرحمة.

 

أما بعد

 

  فبينما أهل الجنة كذلك في نعيمهم وسرورهم إذ تتراءى لهم خيام عالية قد أشرق منها النور وسطع الضياء ، فيقصدون تلك الخيام فيبصرون نساء كأنهن البدور ليلة التمام فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (.     

   

  وفي الصحيح أن لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من  روائها ، إنهن حور حسان قد كَملَ خَلقُهن وكملت  محاسنهن ، حتى إن الطرف ليحار من  حسنها ، بل وبشرب من كؤوس جماله ) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ  (                          

  روى سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : لو أن حوراء أخرجت كفها بين السماء والأرض لا فتتن الخلائق بحسنها ، ولو أخرجت نصيفها لكانت الشمس عند حسنها مثل الفتيلة في الشمس لا ضوء لها ، ولو أخرجت وجهها لأضاء حسنها ما بين السماء والأرض ، ثم يأتي أعلى نعيم يمر على أهل الجنة وألذه وأكرمه وأبركه إنهم يرون ربهم الذي آمنوا به وصدقوا رسله وأطاعوه ظاهرا وباطنا، والذي أكرمهم بإدخالهم الجنة وجعل لهم هذا النعيم العظيم.

 

   عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله r (( إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل  الجنة ، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك ، فيقول: هل رضيتم، فيقولون: مَالَنَا لَا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلَقِكَ؟، فَيَقُولُ: أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟، فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا )) متفق عليه .

وبعد قرارهم في الجنة وتمتعهم بها يؤتى بالموت كالكبش الأملح فيوقف بين الجنة والنار فيذبح وهم ينظرون . متفق عليه ، فلو أن أحدا مات فرحا لمات أهل الجنة ، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار.

 

كيف لا يبلغ بهم الفرح مبلغه وهم الذين صبروا على طاعة ربهم  ومولاهم ، لقد صرفوا جوارحهم وسخروها في طاعته ونصرة دينه ، لم تؤخرهم أمواج الشهوات عن اللحاق بركب الصالحين، ) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (

 بالله ما عذر امرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقظان

تالله لو شاقتك جنات النعيـ ـم طلبتها بنفائس الأثمان

يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان

يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمان

يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكان

يا سلعة الرحمن كيف تَصَبَّر الـ خُطَّاب عنك وهم ذوو إيمان

فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد راحاته يوم المعاد الثاني

ومسك الختام ، معشر المسلمين ، ترطيب الأفواه بالصلاة   والسلام ، على خير الأنام ، امتثالاً لأمر الملك القدوس السلام ، حيث قال في خير كلام ) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (.

 

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في                  العالمين ، إنك حميد مجيد.

 

وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين ، والأئمة الحنفاء المهديين ، أولي الفضل الجلي ، والقدر العلي ،: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي .

 وارض اللهم عن آل نبيك وأزواجه المطهرين من الأرجاس ، وصحابته الصفوة الأخيار من  الناس .

 

 اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات .

 

اللهم إنا عبيدك ، بنو عبيدك ، بنو إمائك ، نواصينا بيدك ، ماض فينا حكمك ، عدل فينا قضائك ، نسألك بكل اسم هو لك ، سميت به  نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحد من خلقك ، أو استأثرت به في غياهب الغيب عندك : أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا ، ونور صدورنا ، وجلاء أحزاننا ، وذهاب همومنا وغمومنا.

 

اللهم آمنا في الأوطان والدور ، وادفع عنا الفتن والشرور ، واصلح لنا ولاة الأمر، واشرح لتحكيم كتابك الصدور ، برحمتك يا عزيز يا غفور ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار .

 

عباد الله 

اذكروا الله ذكراً كثيراً، وكبروه تكبيراً

 

) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (.

 

 

المرفقات

1746081658_نعيم الجنة ملتقى الخطباء.pdf

1746333455_نعيم الجنة ملتقى الخطباء.doc

المشاهدات 223 | التعليقات 0