ولِعِظَمِ حَقِّ الوالدِين أوصَانا اللهُ تعالى بالإحْسَانِ إليهِما
عايد القزلان التميمي
1447/02/19 - 2025/08/13 17:50PM
ولِعِظَمِ حق الوالدين
أوصانا الله تعالى بالإحسان إليهما
خطبة الجمعة 21 / 2 /1447هـ
الحمد لله الذي خلَقَنا وهدانا، وأوصانا بالوالدين إحسانًا، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلوات الله وسلامه عليه-، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )).
أما بعدُ: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالة في النار.
أيها المؤمنون : في ديننا الإسلامي عبادةٌ عظيمة قَرَنها اللهُ مع عبادته في مواضِعَ كثيرة من كتابه العزيز،
وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، بعد الصلاة، وأحب إلى الله تعالى من الجهاد في سبيل الله - وهي سبب لحصول الرزق والتوفيق في الدنيا والآخرة.
ألا وهي: بِرُّ الوالدين
وقد قَرَنَ اللهُ حقهما بحقه قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وحذر من عقوقهما والإساءة إليهما فقال عز وجل: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) وأمر بالذُّلِّ لَهُما تعظيماً لحقهما، والدعاء لهما، فقال سبحانه: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
ولِعِظَمِ حق الوالدين أوصانا الله تعالى بالإحسان إليهما ، وكررها في ثلاث آيات ؛ ومنها قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)، وقرن سُبحانه حَقَهُما بِحَقِّه في أربعة مواضع ومنها ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) . فحقهما أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى .
ـ وأمرنا تعالى بشكره وشكرهما ((أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ))
وأمرنا ربنا بصحبتهما ((وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) ،
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَينِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ». [متفق عليه].
عباد الله واعلموا أنَّ بِرَّ الوالدين سببٌ لِرِضا الله تعالى عن العبد، فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ). أخرجه الترمذي وابن حبان وهو صحيح.
وإذا كان بِرُّ الوالدين من أعظم القُربات، وأجلِّ الطاعات، وأوجب الواجبات، فإن عُقُوق الوالدين من أكبر الكبائر ، ومن المحرمات العظيمة، فالواجب الحذر منه، ففي الصحيحين : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ (( أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَوْلُ الزُّورِ )) . أَوْ قَالَ (( وَشَهَادَةُ الزُّورِ )) ،
وقال صلى الله عليه وسلم (( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ)) صححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ))أخرجه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ ، والمرأةُ المترجِّلةُ ، والدَّيُّوثُ ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ ، والمدمِنُ على الخمرِ ، والمنَّانُ بما أعطى)) أخرجه النسائي وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا : البَغْيُ والعقُوقُ)) صححه الألباني.
وَإِنَّ صُوَرَ عُقُوقِ الوَالِدَيْنِ كَثِيرَةٌ، وَأَنْوَاعَ الإِسَاءَةِ إِلَيْهِمَا مُتَعَدِّدَةٌ، حَمَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهَا، ويكفي المؤمن قول ربنا ((فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)) .
يا عباد الله، يجبُ على مَنْ عقَّ والديه بأيِّ شكلٍ من الأشكال، أن يُسارع إلى التَّوبة إلى الله عز وجل من هذا الذَّنب العظيم، ثمَّ إتْباع ذلك بالأعمال الصالحة؛ لأنَّ الأعمال الحسنة تُكفِّر السيئات وتمحو الخطايا؛ قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ .
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي وفَّق من شاء من عباده لِبِرِّ الوالدين وأشهد أن لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد فيا عباد الله ومن مظاهر الإحسان إلى الوالدين الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً ،
و مدحهما والثناء عليهما وعدم مقاطعتهما أثناء كلامهما ، وعدم مجادلتهم بصوت عالٍ ، والنفقة عليهما إن كانا فقيرين محتاجين، و بدء السلام عليهما وتقبيل أيديهما والتذلّل لهما ، وعدم الجلوس قبلهما احتراماً لهما وتجنّب إظهار الحزن لهما أو الشكوى من متاعب الحياة أمامهما إلى غير ذلك.
عباد الله ويجب على الأبناء والبنات التنافس في خدمة آبائهم وأمهاتهم خاصة عند الكِبَر والضَّعْفِ، وذلك من خِلال رعايتهم، وتَفَقُّدِ حاجِاِتهم ورغباتهم، والسَّعْي لِإِسْعَادِهِم وإدخال السرور عليهم، والعناية بصحتهم، ومرافقتهم عند زيارة الطبيب، ومتابعتهم في تناولهم للأدوية، وغير ذلك من صور البر والإحسان إليهم.
وإن البر بالوالدين يتوجب أكثر كلما ازدادت حاجتُهما إليك؛ وزاد ضَعْفِهمَا بين يديك، بل هناك يعظُم الأجر ويزدادُ بِإذْنِ الله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ -أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما- فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ)) رواه مسلم والمعنى أَنَّ بِرَّ الوالدينِ عِنْد كِبَرِهمَا وَضَعْفِهمَا بِالخِدْمَةِ أَوِ النَّفَقَةِ أَو غَيرِ ذَلِكَ سَبَبٌ لِدُخُولِ الجنَّةِ.
اللهم أعنا على بر والدِينا أحياء وأمواتا، اللهم وفق الأحياء منهم؛ ومدهم بالصحة والعافية، واعمر أوقاتهم بطاعتك؛ وألسنتهم بذكرك، ووفقنا لكسب رضاهم ودعائهم، واللهم من توفيته منهم فَنَوِّر قبره، واغْفِر خطأه وزللـه، اللهم اجزهم عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في دار كرامتك ومستقر رحمتك.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ......
أوصانا الله تعالى بالإحسان إليهما
خطبة الجمعة 21 / 2 /1447هـ
الحمد لله الذي خلَقَنا وهدانا، وأوصانا بالوالدين إحسانًا، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلوات الله وسلامه عليه-، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )).
أما بعدُ: فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالة في النار.
أيها المؤمنون : في ديننا الإسلامي عبادةٌ عظيمة قَرَنها اللهُ مع عبادته في مواضِعَ كثيرة من كتابه العزيز،
وهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى، بعد الصلاة، وأحب إلى الله تعالى من الجهاد في سبيل الله - وهي سبب لحصول الرزق والتوفيق في الدنيا والآخرة.
ألا وهي: بِرُّ الوالدين
وقد قَرَنَ اللهُ حقهما بحقه قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وحذر من عقوقهما والإساءة إليهما فقال عز وجل: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) وأمر بالذُّلِّ لَهُما تعظيماً لحقهما، والدعاء لهما، فقال سبحانه: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
ولِعِظَمِ حق الوالدين أوصانا الله تعالى بالإحسان إليهما ، وكررها في ثلاث آيات ؛ ومنها قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا)، وقرن سُبحانه حَقَهُما بِحَقِّه في أربعة مواضع ومنها ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)) . فحقهما أعظم الحقوق بعد حق الله تعالى .
ـ وأمرنا تعالى بشكره وشكرهما ((أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ))
وأمرنا ربنا بصحبتهما ((وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) ،
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَينِ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ». [متفق عليه].
عباد الله واعلموا أنَّ بِرَّ الوالدين سببٌ لِرِضا الله تعالى عن العبد، فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ). أخرجه الترمذي وابن حبان وهو صحيح.
وإذا كان بِرُّ الوالدين من أعظم القُربات، وأجلِّ الطاعات، وأوجب الواجبات، فإن عُقُوق الوالدين من أكبر الكبائر ، ومن المحرمات العظيمة، فالواجب الحذر منه، ففي الصحيحين : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ (( أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَوْلُ الزُّورِ )) . أَوْ قَالَ (( وَشَهَادَةُ الزُّورِ )) ،
وقال صلى الله عليه وسلم (( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ)) صححه الألباني.
وقال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ علَيْكُم عُقُوقَ الأُمَّهاتِ))أخرجه البخاري ومسلم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ ، والمرأةُ المترجِّلةُ ، والدَّيُّوثُ ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ ، والمدمِنُ على الخمرِ ، والمنَّانُ بما أعطى)) أخرجه النسائي وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا : البَغْيُ والعقُوقُ)) صححه الألباني.
وَإِنَّ صُوَرَ عُقُوقِ الوَالِدَيْنِ كَثِيرَةٌ، وَأَنْوَاعَ الإِسَاءَةِ إِلَيْهِمَا مُتَعَدِّدَةٌ، حَمَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهَا، ويكفي المؤمن قول ربنا ((فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)) .
يا عباد الله، يجبُ على مَنْ عقَّ والديه بأيِّ شكلٍ من الأشكال، أن يُسارع إلى التَّوبة إلى الله عز وجل من هذا الذَّنب العظيم، ثمَّ إتْباع ذلك بالأعمال الصالحة؛ لأنَّ الأعمال الحسنة تُكفِّر السيئات وتمحو الخطايا؛ قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ .
بارك الله لي ولكم ....
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي وفَّق من شاء من عباده لِبِرِّ الوالدين وأشهد أن لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد فيا عباد الله ومن مظاهر الإحسان إلى الوالدين الدعاء لهما أحياءً وأمواتاً ،
و مدحهما والثناء عليهما وعدم مقاطعتهما أثناء كلامهما ، وعدم مجادلتهم بصوت عالٍ ، والنفقة عليهما إن كانا فقيرين محتاجين، و بدء السلام عليهما وتقبيل أيديهما والتذلّل لهما ، وعدم الجلوس قبلهما احتراماً لهما وتجنّب إظهار الحزن لهما أو الشكوى من متاعب الحياة أمامهما إلى غير ذلك.
عباد الله ويجب على الأبناء والبنات التنافس في خدمة آبائهم وأمهاتهم خاصة عند الكِبَر والضَّعْفِ، وذلك من خِلال رعايتهم، وتَفَقُّدِ حاجِاِتهم ورغباتهم، والسَّعْي لِإِسْعَادِهِم وإدخال السرور عليهم، والعناية بصحتهم، ومرافقتهم عند زيارة الطبيب، ومتابعتهم في تناولهم للأدوية، وغير ذلك من صور البر والإحسان إليهم.
وإن البر بالوالدين يتوجب أكثر كلما ازدادت حاجتُهما إليك؛ وزاد ضَعْفِهمَا بين يديك، بل هناك يعظُم الأجر ويزدادُ بِإذْنِ الله.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ -أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما- فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ)) رواه مسلم والمعنى أَنَّ بِرَّ الوالدينِ عِنْد كِبَرِهمَا وَضَعْفِهمَا بِالخِدْمَةِ أَوِ النَّفَقَةِ أَو غَيرِ ذَلِكَ سَبَبٌ لِدُخُولِ الجنَّةِ.
اللهم أعنا على بر والدِينا أحياء وأمواتا، اللهم وفق الأحياء منهم؛ ومدهم بالصحة والعافية، واعمر أوقاتهم بطاعتك؛ وألسنتهم بذكرك، ووفقنا لكسب رضاهم ودعائهم، واللهم من توفيته منهم فَنَوِّر قبره، واغْفِر خطأه وزللـه، اللهم اجزهم عنا خيراً، اللهم اجمعنا وإياهم في دار كرامتك ومستقر رحمتك.
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ......
المرفقات
1755096554_ولِعِظَمِ حق الوالدين أوصانا الله تعالى بالإحسان إليهما.docx