الصدق منجاة والكذب مهواة

ماهر بن حمد المعيقلي

2025-09-13 - 1447/03/21
عناصر الخطبة
1/عظات وعبر من قصة تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك 2/على المسلم أن يلزم الصدق في كل أقواله وأفعاله 3/بيان فضيلة الصدق وشرفه

اقتباس

الصدقُ أصلٌ أصيلٌ في النيةِ والمقالِ، والعملِ والحالِ، وهو طُمأنينةٌ وراحةُ بالٍ، يُورِثُ تفريجَ الكُرُباتِ، وإجابةَ الدعواتِ؛ فالصادقُ مُصانٌ جليلٌ، والكاذِبُ -والعياذ باللهِ- مُهانٌ ذليلٌ؛ فلذا كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يذُمُّ الكذِبَ، ولو كان في شيءٍ يسيرٍ...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله الكبير المُتعال، دعَا عبادَه إلى الصدق في الأقوالِ والأفعالِ، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ذو الجلالِ والكمالِ، جلَّ جلالُه، وتقدَّسَت أسماؤُه، وعزَّ جاهُه، وجلَّت صفاتُه.

 

وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، المنعُوتُ بأشرفِ الخِصالِ، وخيرُ مَنْ أُوتيَ الحكمةَ وجوامِعَ المقالِ، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه خيرِ صحبٍ وآلٍ، ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم المآلِ.

 

أما بعدُ، فيا معاشرَ المؤمنين: أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فمن اتَّقَى اللهَ كانت الآخرةُ همَّةٌ، ومن كانت الآخرةُ همَّةٌ جعلَ الله غِناهُ في قلبِه، وجمعَ له شملَه، وأتَتْه الدنيا وهي راغِمةٌ؛ (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطَّلَاقِ: 2-3].

 

أُمَّةَ الإسلامِ: روى الإمامُ البخاريُّ في صحيحِه، من قصَّة كعب بن مالكٍ -رضي الله عنه-، حينَ تخلَّفَ عن غزوةِ تبوك، أنَّه قال: "فلما بلغَني أنَّه توجَّهَ قافلًا -أي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، حضرَني همِّي، وطفِقتُ أتذكَّرُ الكذبَ، وأقولُ: بماذا أخرُجُ من سخطِه غدًا، واستعنتُ على ذلك بكلِّ ذِي رأيٍ من أهلي. فلمَّا قيلَ: إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد أظلَّ قادِمًا زاحَ عنِّي الباطِلُ، وعرفتُ أنِّي لن أخرُجَ منه أبدًا بشيءٍ فيه كذِبٌ، فأجمَعتُ صِدْقَه، وأصبحَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قادِمًا، وكان إذا قدِمَ من سفرٍ بدأَ بالمسجد، فيركَعُ فيه ركعتينِ، ثم جلسَ للناس".

 

قال كعبٌ -رضي الله عنه-: "فجِئتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا سلَّمتُ عليه، تَبسَّمَ تبسُّمَ المُغضَب، ثم قال: تعالِ، فجِئتُ أمشي حتَّى جلستُ بينَ يَدَيْهِ، فقال لي: ما خلَّفَكَ؟ ألم تكن قد ابتعتَ ظَهْرَكَ؟ فقلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ، إني -واللهِ- لو جلستُ عندَ غيرِكَ من أهل الدنيا لَرأيتُ أني سأخرُجُ من سخطِه بعُذرٍ، ولقد أُوتيتُ جدَلًا، ولكن -واللهِ- لقد علمتُ لئن حدَّثتُكَ اليومَ حديثَ كذِبٍ ترضى به عني ليُوشِكَنَّ اللهُ أن يُسخِطَكَ عليَّ، ولئن حدَّثتُكَ حديثَ صدقٍ تجِدُ عليَّ فيه، إني لَأرجُو فيه عفوَ اللهِ، لا واللهِ ما كان لي مِنْ عُذرٍ، واللهِ ما كنتُ قطُّ أقوى ولا أيسَرَ منِّي حينَ تخلَّفتُ عنك"، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أمَّا هذا فقد صدَقَ، فقُم حتى يقضِيَ اللهُ فيكَ".

 

وبعدَ أن قضَى اللهُ فيه وفي صاحبَيه، وختمَ أمرَهم بالتوبة جاء كعبٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو في المسجد قال: "فلمَّا سلَّمتُ على رسول الله، قال، وهو يبرُق وجهُه من السُّرور: أَبْشِرْ بخيرِ يومٍ مرَّ عليكَ منذ ولدَتك أمُّكَ. قال: قلتُ: أَمِنْ عندكَ يا رسولَ اللهِ؟ أَمْ مِنْ عندِ اللهِ؟ قال: لا، بل مِنْ عندِ اللهِ. وكان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سُرَّ استنَار وجهُه، حتى كأنه قطعةُ قمرٍ، وكُنَّا نعرِف ذلك منه. فلمَّا جلستُ بين يديه، يا رسول الله: إن الله إنما نجَّاني بالصدق، وإنَّ من توبتي ألَّا أُحَدِّثَ إلا صدقًا ما بقيتُ. فواللهِ ما أعلمُ أحدًا من المسلمينَ أبلاه اللهُ في صدق الحديث منذُ ذكرتُ ذلك لرسولِ اللهِ أحسنَ ممَّا أَبلَاني؛ ما تعمَّدتُ منذ ذكرتُ ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى يومي هذا كذِبًا، وإني لَأرجُو أن يحفَظني اللهُ فيما بقيتُ. وأنزلَ الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ)[التَّوْبَةِ: 117]، إلى قوله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119]، فوالله ما أنعمَ الله عليَّ من نعمةٍ قطُّ، بعدَ أن هداني للإسلام أعظمَ في نفسي مِنْ صِدْقِي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ألَّا أكونَ كذبتُه فأهلِكَ كما هلَكَ الذين كذبُوا"، فرضي الله عن كعب بن مالك، والصحابةِ أجمعينَ، وجمعَنا بهم (في جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)[الْقَمَرِ: 54-55].

 

مَعاشِرَ المؤمنينَ: ما يزال الصدق شعار المؤمن في كل أحواله، ودثاره في كل أقواله وأفعاله، ملازِمًا لشخصيته، راسخًا في طبيعته، حتى يصبح الصدق سجية له، وطبعًا لا يفارقه، فلا يسمح لنفسه بأن يلقي كلامًا تدون ترو ولا بصيرة، ولا يحكمُ على أمرٍ بالظنونِ الكاذِبَةِ، بل يتحرَّى الصدقَ ويطلُبُه، ويجتهِدُ من أجلِه، حتى يُكتَبَ عندَ اللهِ صدِّيقًا، وهي منزلةٌ رفيعةٌ، ودرجةٌ عاليةٌ بينَ النبوَّةِ والشهادةِ؛ (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النِّسَاءِ: 69]، وفي صحيح مسلم أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بالصدق، فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرجلُ يصدق، ويتحرَّى الصدقَ، حتى يُكتَبَ عند الله صدِّيقًا". فطُوبَى لِمَنْ صدقَ اللهَ فصَدَقه اللهُ، وطُوبَى لمن صدقَ مع عباد الله فأكرَمَه الله، وطُوبَى لمن ثبتَ على طريقِ الصادقينَ حتى توفَّاه الله؛ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)[الْأَحْزَابِ: 23].

 

بارَك الله لي ولكم في القرآن والسنَّة، ونفعَني وإيَّاكم بما فيهما من الآيات والحكمة، أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كل ذنبٍ وخطيئةٍ، فاستغفِروه؛ إنه كان غفَّارًا.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، يقولُ الحقَّ وهو خيرُ الفاصِلين، وأشهد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الإلهُ الملكُ الحقُّ المُبينُ، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، الصادقُ الأمينُ، صلى الله وسلم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبِه الطيِّبينَ الطاهِرينَ، ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.

 

أما بعدُ، فيا معاشرَ المؤمنين: الصدقُ خُلُقٌ عظيمٌ، مدحَ اللهُ به نفسَه في مُحكَم تنزيلِه، فقالَ: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)[النِّسَاءِ: 87]، (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا)[النِّسَاءِ: 122].

 

وهو من أشرفِ ما وُصِفَ به المُرسَلُون؛ ففي القرآن الكريم: (وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)[مَرْيَمَ: 41]، (وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا)[مَرْيَمَ: 54].

 

وأمَّا نبيُّنا وسيِّدُنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- فهو الصادقُ الأمينُ قبل بِعثتِه، ثم بالصدقِ جاء، وبالصدق أخبرَ، وبالصدق أمرَ، وهو أصدقُ مَنْ وعَد، وأصدقُ مَنْ عاهَد، جمَّله ربُّه بالصدقِ ظاهرًا وباطِنًا، وأَمَرَه أن يدعوَ به داخلًا وخارِجًا؛ (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)[الْإِسْرَاءِ: 80].

 

وشريعتُه شريعةُ الصدقِ، وأصحابُه هُمُ الصدِّيقونَ؛ (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)[الزُّمَرِ: 33].

 

إخوةَ الإيمانِ: الصدقُ أصلٌ أصيلٌ في النيةِ والمقالِ، والعملِ والحالِ، وهو طُمأنينةٌ وراحةُ بالٍ، يُورِثُ تفريجَ الكُرُباتِ، وإجابةَ الدعواتِ؛ فالصادقُ مُصانٌ جليلٌ، والكاذِبُ -والعياذ باللهِ- مُهانٌ ذليلٌ؛ فلذا كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يذُمُّ الكذِبَ، ولو كان في شيءٍ يسيرٍ، وينفِّرُ منه حتى على الطفلِ الصغيرِ، فيَشُبُّ على الصدقِ ويألَفُه، ويتجنَّبُ الكذِبَ ويأنَفُه؛ فهذا عبدُ اللهِ بنُ عامرٍ -رضي الله عنه-، وقد كان طفلًا صغيرًا يريدُ اللعب. قالَ: "دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا، ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ في بيتِنا، فقالتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ. فقالَ لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: وما أردتِ أن تُعطِيَهُ؟ قالتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا. فقالَ لها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِيهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبة"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ في سُنَنِه)، فلا تهاونَ -يا عباد الله- في الكذِب؛ لأنَّ الكذِبَ إذا فُتِحَ بابُه عسُرَ إغلاقُه.

 

وفي صحيح مسلم، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويتحرَّى الكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".

 

فحذَّر -صلى الله عليه وسلم- من الكذِب، حتى لو كان على سبيل التسليَّة أو المُزاح؛ فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُمازِحُ أهلَه وأصحابَه، ولا يقولُ إلَّا حقًّا، وفي مُسنَد الإمام أحمد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ويلٌ للذي يُحدِّثُ فيكذِبُ ليُضحِكَ به القومَ، ويلٌ له، ويلٌ لهم".

 

إخوةَ الإيمان: كُلَّما عَظُمَ موضوعُ الكذِب، كبُرَ خطرُه، وعظُمَتْ عقوبتُه ولا سِيَّما مع وجود وسائل النشر الإلكترونيَّة، وسُرعة انتِشار المقولة؛ من اختلاق الإشاعات وتداولِها، وما لها من أثرٍ سيِّئٍ على المُجتمعات وأمنِها، فليحذَرِ العاقلُ مِنْ أن يكونَ أداةً بيدِ أعدائِه، وسبيلًا إلى إيذاء نفسِه ومُجتمعِه ووطنِه، وإذا كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- نهَى عن نقل الأخبار دون تثبُّت، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "كفَى بالمرءِ كذِبًا أن يُحدِّثَ بكل ما سمِع"(رواه مسلم)، فكيف بمن يختلِقُ الإشاعاتِ والأكاذيبَ؟! فهو عُرضةٌ للوعيدِ الشديدِ، كما في صحيح البخاري في رُؤيَا النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وأمَّا الرجلُ الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدقُه إلى قفاه، ومنخرُه إلى قفاه، وعينُه إلى قفاه، فإنَّه الرجلُ يغدُو من بيتِه فيكذِبُ الكذبةَ تبلُغُ الآفاقَ".

 

وأعظمُ الكذبِ الكذبُ على الله ورسولِه؛ (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ)[الزُّمَرِ: 60]، وفي صحيح البخاري قال -عليه الصلاة والسلام-: "مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّ مقعدَه من النار".

 

ألَا فاجعلوا -يا عبادَ اللهِ- الصدق لكم شعارًا ودثارًا، والتزموا به سرًّا وجِهارًا، يرزقكم الله التقوى في قلوبكم، والتوفيق والسداد في دروبكم، وتذكَّروا بأنَّ الصدقَ قرينُ الإخلاصِ؛ فلن ينجُوَ يومَ القيامة إلَّا الصادقون؛ (قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[الْمَائِدَةِ: 119].

 

ألَا وصلُّوا وسلِّموا على الصادق المصدوق؛ فقد أمرَكم الله بذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ، وعلى أزواجِه وذريَّتِه، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وَبارِك على محمدٍ، وعلى أزواجه وذريَّته، كما بارَكتَ على آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعنَّا معَهم بعفوكَ وكرمكَ وجودكَ يا أرحمَ الراحمينَ.

 

اللهمَّ أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا، رخاءً سخاءً، وسائرَ بلاد المسلمين.

 

اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحقِّ إمامَنا ووليَّ أمرنا، اللهمَّ وفِّق إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين ووليَّ عهده الأمين، إلى ما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمينَ، وإلى ما فيه خيرٌ للبلاد والعباد، وجميعَ ولاة المسلمين.

 

اللهمَّ احفَظ علينا دينَنا وقيادتَنا وأمنَنا، اللهمَّ وفِّق رجالَ أمننا والمُرابِطين على حُدودنا وثغورنا، اللهمَّ انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم، يا قويُّ يا عزيزُ، يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهمَّ من أرادَنا وبلادَنا وأمنَنا بسوءٍ فاشغَلْه بنفسِه، ورُدَّ كيدَه في نحرِه، واجعَلْ تدبيرَه تدميرًا عليه.

 

اللهمَّ فرِّج همَّ إخواننا في فلسطين، اللهمَّ كُن لهم مُعينًا ونصيرًا، ومُؤيدًا وظهيرًا، اللهمَّ تقبَّلْ شُهداءَهم، وداوِ جرحَاهم، واشفِ مريضَهم، وأطعِم جائِعَهم، اللهمَّ عليكَ بعدوِّكَ وعدوِّهم، يا قويُّ يا عزيزُ، يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهمَّ عليكَ بالصهاينةِ المُحتلِّينَ المُعتدين، اللهمَّ شتِّت شملَهم، وفرِّق جمعَهم، واجعل دائرةَ السوء عليهم.

 

اللهمَّ احفَظ المسجدَ الأقصى، وَاجَعْلُه شامِخًا عزيزًا إلى يوم الدين.

 

اللهمَّ فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّسْ كربَ المكروبينَ، واقضِ الدَّينَ عن المدينينَ، واشفِ مرضانا ومرضَى المسلمينَ. اللهمَّ اغفِر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

 

(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].

 

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life