عناصر الخطبة
1/كثرة نعم الله على خلقه 2/وجوب مقابلة نعم الله بالشكر والعبادة 3/خطورة مقابلة النعم بالكفران 4/الاتعاظ بزواجر القرآن والسنة.اقتباس
أيلعب علينا إبليس بتزيين المنكرات؟ أتلعب علينا النفس الأمارة بالسوء باتباع الشهوات وانتهاك الحرمات؟ أننقاد لجليس قد زُيِّن له سوء عمله فنضيع الوقت الثمين معه في لهو ولعب وفي قيل وقال، وعندي وعندك، فينصرم العمر والصحائف سود مخيفة، قد...
الخطبةُ الأولَى:
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أحمده –سبحانه- وأشكره، وأسأله المزيد من فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو العظمة والجلال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بالحنيفية السمحة، فدعا الناس إلى توحيد ربهم، وهداهم إلى أقوم طريق، اللهم صلّ على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله -تعالى- حق تقواه، أطيعوه فلا تعصوه، اشكروه فلا تكفروه، اذكروه فلا تنسوه.
عباد الله: ألم ينعم علينا ربنا بالإسلام؟ ألم ينعم علينا بالصحة في الأبدان؟ ألم ينعم علينا بالأمن في الأوطان؟ ألم ينعم علينا بالأرزاق من مشارق الأرض ومغاربها -فضلاً عما بين أيدينا من الخيرات-، أنقابل هذه النعم بالغفلة عن طاعته وطاعة رسوله؟ أنقابل هذه النعم بالاستخفاف بأوامره والانتهاك لمحارمه؟ أننشغل بهذه الدنيا وملاذها وزخرفها عن الآخرة وما أعد الله فيها من النعيم لمن أطاعه والجحيم لمن عصاه؟
أيها المسلمون: هل سبرنا الطريق إلى الله؟ وعرفنا كيفية الوصول إلى مرضاته وجناته؟ هل بذلنا جهداً للسلامة من عذاب القبر وعذاب النار واستعددنا لأهوال القيامة؟
أيها المسلمون: أيلعب علينا إبليس بتزيين المنكرات؟ أتلعب علينا النفس الأمارة بالسوء باتباع الشهوات وانتهاك الحرمات؟ أننقاد لجليس قد زُيِّن له سوء عمله فنضيع الوقت الثمين معه في لهو ولعب وفي قيل وقال، وعندي وعندك، فينصرم العمر والصحائف سود مخيفة، قد غلّبنا فيها جانب الرجاء وطمأنة النفس من عذاب الله، وربما نزكيها مع هذا الإهمال والتقصير؟
عباد الله: أيكون من هذه حاله قد اتقى الله؟ أيكون استعد للقاء الله؟ ألا يتصور أحدنا مفاجأة الأجل له وهو على هذه الحالة من الغفلة والتقصير، فيأتيه الموت وهو لا يشهد صلاة الجماعة أو عاقاً لوالديه، قد اغتاب الناس ولم ينكر المنكر، لم يحب في الله ويبغض في الله.
عباد الله: أليس في مجتمعنا من هو على هذه الأفعال السيئة وأكثر منها وأقل؟ أليست هذه الأعمال ظاهرة وشاهدة، يشهد عليها الجار والقريب والصديق والمسؤول وغيرهم؟
عباد الله: ألا نبكي على هذه الحال المؤلمة التي وقع فيها كثير من الناس وهم عالمون بمخالفتها لشرع الله؟ ألا نزجر النفس بذكر سؤال منكر ونكير في القبر، والضرب بالمرزبة التي يسمعها كل شيء إلا الثقلين لمن لم يثبته الله وقت السؤال؛ حيث لم يثبت على طاعته في الحياة؟
ألا نزجرها بذكر وضع الكتاب والاطلاع على ما فيه من عمل دقيق وجليل؟ (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)[سورة الكهف:49].
عباد الله: عظوا النفس بذلك وبذكر الصراط والمرور عليه بالأعمال، فناجٍ مُسلَّم، ومكردس في النار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)[الأعراف: ٥٠ – ٥١]. بارك الله...
الخطبة الثانية:
الحمد لله مُعِزّ من أطاعه واتقاه، ومذل من أضاع أمره وعصاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله بالحق والهدى إلى الناس أجمعين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله -تعالى- حق تقواه، امتثلوا أوامره واجتنبوا نواهيه، احذروا من طاعة النفس الأمارة بالسوء، احذروا من الهوى المخالف لسنة رسول الله، احذروا من الشيطان الذي يزين لنا الباطل، وكذا جليس السوء.
عباد الله: تذكروا أن متاع الدنيا قليل، وزمنها قصير، مهما طال فما عيشنا فيها إلا كراكبٍ استظل تحت ظل شجرة، تذكروا أن كلاً منّا صائر إلى الآخرة، فإما مُنعَّم أو مُعذَّب، إما شقي أو سعيد.
عباد الله: لنتعظ بما نسمع من الزواجر في القرآن والسنة، فتقشعر منا الجلود وتذرف العيون، وننيب إلى ربنا وننقاد لطاعته، ألا نشتاق إلى مغفرة الله ورضوانه وروضات جناته التي أعدها للمتقين؛ حيث يأمرنا -جل وعلا- فيقول: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)[سورة آل عمران: 133-136].
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم