سلامة الصدر

سالم بن محمد الغيلي

2025-10-03 - 1447/04/11 2025-10-19 - 1447/04/27
عناصر الخطبة
1/فضل سلامة الصدر 2/أهمية سلامة الصدر 3/فوائد سلامة الصدر للمسلمين 4/أسباب عدم سلامة الصدر 5/مرض الصدور من صفات أهل النار 6/أمور معينة على تنقية الصدور وسلامتها.

اقتباس

ارْضَ عن الله يَرْضَ الله عنك، ارضَ عن الله، لا تسخط قسمة الله لعباده، ولا تعترض على ما وهبه الله لخلقه، ولا يضيق صدرك على ما أنعم الله به على غيرك، فالله المعطي وهو الرزاق وهو الكريم، ورزقك عليه، وأمرك بين يديه فارضَ عنه. تذكر الحساب والعقاب على...

الخُطْبَة الأُولَى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، صلى الله وسلم وبارك عليه ما تعاقبت الليالي والأيام.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[سورة آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[سورة النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)[سورة الأحزاب: 70].

 

عباد الله: حديث اليوم عن صفة عظيمة، وطبع سليم، وسلوك مستقيم، لا يتصف بها إلا المؤمنون الصادقون المخلصون الطيبون الأتقياء الأنقياء الأوفياء، الذين يحبون الله ويؤثرون رضاه على ما سواه، الذين يحبون ويؤثرون الحياة الباقية على الحياة الفانية، أولئك هم الذين يتصفون بهذا الطبع يتصفون بسلامة الصدر وطيب النية وحسن الطوية، سلامة الصدر ونقاء الخاطر وصفاء السريرة.

 

إن الناس يتفاوتون في سعادتهم بتفاوت سلامة صدورهم، فمن سَلِمَ صدره من الحسد والغل والحقد والبغضاء والقطيعة وعشق الدنيا، وربما عبادتها، وسَلِمَ من النفاق والغش والمكر والكيد والمعصية؛ من سلم من ذلك فهو أسعد الناس، من خلا صدره من ذلك فهو أوسع الناس صدرًا وأطيبهم نفسًا وأرفعهم قدرًا وأقربهم من الله رب البريات، ولو كان فقيرًا ضعيفًا مغمورًا في الناس لا يؤبه له، وهو يحمل تلك الصفات فإنه من أسعد الناس.

 

إن سلامة الصدر هي الحياة، هي السعادة، هي الغِنَى، هي العافية، هي الطمأنينة، هي السكينة، من عاش سليم الصدر فهو من أهل الجنة، من عاش سليم الصدر فهو من المقربين إلى الله -عز وجل-، من عاش سليم الصدر فهو من السعداء الأحياء، ولذلك قيل لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الناسِ أفضلُ؟ قال: "كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقِ اللسانِ"، قالوا: صدوقُ اللسانِ نعرفُه، فما مخمومُ القلبِ؟ قال: "هو التقيُّ النقيُّ لا إثمَ فيه ولا بغيَ ولا غِلَّ ولا حسدَ"(صحيح ابن ماجه للألباني).

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُ الناسِ ذُو القلبِ المخمُومِ واللسانِ الصَّادِقِ"، قِيلَ: ما القلبُ المخمُومِ؟ قال: "هو التَّقِيُّ النَّقِيُّ الذي لا إِثْمَ فيه ولا بَغْيَ ولا حَسَدَ". قِيلَ: فَمَنْ على أثَرِهِ؟ قال: "الَّذي يَشْنَأُ الدُّنيا، ويُحِبُّ الآخِرةَ". قِيلَ: فمَنْ على أثَرِهِ؟ قال: "مُؤمِنٌ في خُلُقٍ حَسَنٍ"(صحيح الجامع للألباني).

 

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنَّا جُلوسًا مع رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يطلُعُ الآن عليكم رجلٌ من أهلِ الجنَّةِ"، فطلع رجلٌ من الأنصارِ تنطُفُ لحيتُه من وضوئِه قد علَّق نعلَيْه بيدِه الشِّمالِ، فلمَّا كان الغدُ قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: مثلَ ذلك، فطلع ذلك الرَّجلُ مثلَ المرَّةِ الأولَى، فلمَّا كان اليومُ الثَّالثُ، قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: مثلَ مقالتِه أيضًا، فطلع ذلك الرَّجلُ على مثلِ حالِه الأوَّلِ.

 

فلمَّا قام النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- تبِعه عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو، فقال: إنِّي لاحيْتُ أبي، فأقسمْتُ أنِّي لا أدخُلُ عليه ثلاثًا، فإن رأيتَ أن تُئوِيَني إليك حتَّى تمضيَ فعلتَ. قال: نعم. قال أنسٌ: فكان عبدُ اللهِ يُحدِّثُ أنَّه بات معه تلك الثَّلاثَ اللَّيالي فلم يرَه يقومُ من اللَّيلِ شيئًا غيرَ أنَّه تعارَّ تقلَّب على فراشِه ذكر اللهَ -عز وجل-، وكبَّر حتَّى صلاةِ الفجرِ.

 

قال عبدُ اللهِ: غيرَ أنِّي لم أسمَعْه يقولُ إلَّا خيرًا، فلمَّا مضَتِ الثَّلاثُ اللَّيالي، وكِدتُ أن أحتقِرَ عملَه قلتُ: يا عبدَ اللهِ لم يكُنْ بيني وبين أبي غضَبٌ ولا هَجرةٌ، ولكن سمِعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ لك ثلاثَ مرَّاتٍ: "يطلُعُ عليكم الآن رجلٌ من أهلِ الجنَّةِ"، فطلعتَ أنت الثَّلاثَ مرَّاتٍ، فأردْتُ أن آويَ إليك، فأنظُرَ ما عملُك، فأقتديَ بك، فلم أرَك عمِلتَ كبيرَ عملٍ، فما الَّذي بلغ بك ما قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-؟

 

قال: ما هو إلَّا ما رأيتَ، فلمَّا ولَّيْتُ دعاني: ما هو إلَّا ما رأيتَ غيرَ أنِّي لا أجِدْ في نفسي لأحدٍ من المسلمين غِشًّا ولا أحسُدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه اللهُ إيَّاه. فقال عبدُ اللهِ: هذه الَّتي بلغَتْ بك.(الترغيب والترهيب، وإسناده على شرط البخاري ومسلم).

 

الله أكبر! لا يبيت في فراشه، وفي قلبه غشّ ولا حسد على أحد من المسلمين، فكتب الله له الجنة بشهادة النبي وبشارته -صلى الله عليه وسلم-، فمن منا بات البارحة وليس في قلبه غلّ ولا حسد ولا حقد ولا بغضاء على أحد من المسلمين؟ من؟

 

أين سلامة الصدر وصفاء النية وسلمة الطوية من الحاسدين والعائنين الذين مزَّقوا الأُسَر وقتلوا النساء والرجال والأطفال بحسدهم وبأعينهم؟ أين سلامة الصدر من الذين يسحرون المسلمين ويدمرون حياتهم ويجعلونهم يقاسون الموت صباحًا ومساءً؟ أين سلامة الصدر من أهل الشكاوى الكيدية الذين تسلطوا على إخوانهم المسلمين تسلط الأعداء الحاقدين؟

 

أين سلامة الصدر من قاطع الرحم؟ الملعون في كتاب الله؟ الذي هجر أرحامه وقاطعهم وخاصمهم ليرضي الشيطان ويغضب الرحمن؛ (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)[سورة محمد:22-23].

 

 أين سلامة الصدر من أهل الغيبة والنميمة والهمز واللمز والاستهزاء والسخرية؟ أين سلامة الصدر من أهل الكِبر والاستعلاء على الناس واحتقار الآخرين وأهل العصبية القبلية؟ أين سلامة الصدر من أهل التشاجر والتناحر والتهاجر؟ ذهبت الرحمة من الصدور وغاب الإحسان بين الناس إلا ما رحم ربي، فانقطع الغيث من السماء وذهبت البركة، أجدبت القلوب فأجدبت الأرض، ضاقت الصدور فضاقت الأرزاق، كثر الحسد والحقد والغل والبغضاء فضاقت الصدور وكثرت الأمراض والأدواء والأهواء، وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فقال: "لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ"(أخرجه البخاري واللفظ له، ومسلم).

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "والَّذي نفسي بيدِه لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحاببتُم أفشوا السَّلامَ بينَكم"(صحيح ابن ماجه للألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ"(صحيح مسلم).

 

قال -صلى الله عليه وسلم-: "دَبَّ إليكم داءُ الأممِ قبلَكم: الحسدُ والبغضاءُ، والبغضاءُ هي الحالقةُ، أما إني لا أقول: تحلِقُ الشَّعرَ، ولكن تحلِقُ الدِّينَ"(صحيح الترغيب للألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "...ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ"(أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له).

 

أيها الناس: إن لعدم سلامة الصدر أسبابًا؛ -أسأل الله -تعالى- أن يجنبنا وإياكم إياها- نذكرها إجمالًا، وكلّ أدرى بصدره، وكل سيحاسبه ربه، أول أسباب مرض الصدور:

 

1- ضعف الإيمان، الإيمان بالله وباليوم الآخر وبالحساب والعقاب والجنة والنار ضعيف.

2- تصديق النمامين المفسدين المُفرِّقين بين الأحبة الذين ينقلون الوباء من شخص إلى شخص ومن بيت إلى بيت.

 

3- التنافس على الدنيا، لم يتقاطع الناس من أجل صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة، إنما معاملات في المحاكم وفي الدوائر وفي الديوان الملكي على الأراضي والمزارع والشوارع والمخططات، ظالم حاقد حاسد لم يكتفِ بما وهبه الله، بل يريد أخذ مال الناس والتعدي على حقوقهم.

 

4- فساد القلوب وفساد الألسن وفساد الجوارح، فالحاسد والحاقد والماكر والمغتاب والمستهزئ والساخر وصاحب البهتان والسارق والناهب فاسد القلب وفاسد لسان وفاسد جوارح.

 

5- الكبر والكبر غمط الناس ورد الحق، أمّا لمالٍ أو ولد أو منصب أو عافية، والمتكبر لا يحبّه الله ومثواه النار وتحت الأقدام في الدنيا وتحت الأقدام في الآخرة، والأدلة على ذلك من الكتاب والسنة.

 

6- طاعة الشيطان، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ)[سورة المائدة: 91]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ"(صحيح مسلم).

 

اللهم أصلح فساد قلوبنا، واشرح صدورنا، واسلل سخيمة قلوبنا.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وأتباعه الطيبين.

 

عباد الله: علينا أن نعلم جميعًا أن مرض الصدور من صفات أهل النار؛ فنعوذ بربنا الرحمن أن نشابههم أو أن نكون منهم أو نفعل فِعْلهم، ألم نعلم قول الله -تعالى- عن أهل النار؟ إن الله -تعالى- يقول عنهم: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ)[سورة ص: 64]؛ يتخاصمون في النار، وقال الله عنهم: (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا  حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ  قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَّا تَعْلَمُونَ)[سورة الأعراف: 38]، وقال الله -تعالى- عنهم: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ)[سورة غافر: 47]، نعوذ بالله من الخذلان.

 

إننا مطالبون من الله -عز وجل- بتنقية صدورنا وسلامتها من تلك الأمراض، ومن أراد سلامة صدره فعليه بعدة أمور؛ منها:

 

1- الإخلاص: يجعل عمله وصبره وتغاضيه وسكوته من أجل الله، من أجل ما عند الله، ليس ضعفًا ولا مسكنة ولا عجزًا، لكن من أجل الله، من أجل ما عند الله.

 

2- أن يرضى العبد عن الله: ارْضَ عن الله يَرْضَ الله عنك، ارضَ عن الله، لا تسخط قسمة الله لعباده، ولا تعترض على ما وهبه الله لخلقه، ولا يضيق صدرك على ما أنعم الله به على غيرك، فالله المعطي وهو الرزاق وهو الكريم، ورزقك عليه، وأمرك بين يديه فارضَ عنه.

 

3- تذكر الحساب والعقاب على مَن خبث صدره، وامتلأ على عباد الله حسدًا وحقدًا وغلًّا وبلاء واستهزاء وسخرية.

 

4- عليك بالدعاء بأن يسلّم الله صدرك ويجعله نقيًّا على عباد الله المسلمين؛ قال الله -تعالى- عن الصالحين: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)[سورة الحشر:10].

 

5- عليك بالصدقة، ولو بشيء يسير؛ فإنها تُطهّر الصدر وتُذْهِب المرض، وتُزكّي النفس، قال الله -تعالى-: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)[سورة التوبة: 103]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "دَاوُوا مَرضاكُمْ بِالصَّدقةِ"(حسّنه الألباني في صحيح الجامع).

 

6- ومنها تدبر القرآن: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[سورة الأعراف:204].

 

7- ومنها إفشاء السلام: سَلِّم على كل مسلم، السلام عليكم عشر حسنات، والسلام عليكم ورحمة الله بعشرين حسنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بثلاثين حسنة، وردّها مثل ذلك، احذر يسلم عليك مسلم وتقول له: أهلاً، أو تهز رأسك، أو تؤشر بيدك؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ"(صحيح مسلم).

 

8- اترك كثرة السؤال، لا تتبع أحوال الناس؛ لأن هذا ديدن كثير من الناس، يسأل عن الناس ماذا باع فلان، ايش باع، ايش اشترى، ايش سوى، أين راح أين جاء.. قال -صلى الله عليه وسلم-: "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعْنيه"(صحيح الجامع للألباني).

 

9- محبة الخير للمسلمين: قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"(صحيح البخاري).

 

10- احذر أن تسمع للمغتاب والنمام؛ حتى يبقى صدرك سليمًا على إخوانك وأهلك؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[سورة الحجرات:6].

 

11- وأخيرًا: عليك بالسعي في الإصلاح، أصلح ذات بينك وبين المسلمين عامةً، وأقاربك خاصةً، قال الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ)[سورة الأنفال:1]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبرُكم بأفضلِ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟ قالوا: بلى، قال: إصلاحُ ذاتِ البينِ، وفسادُ ذاتِ البينِ الحالِقةُ"(صحيح أبي داود للألباني).

 

اللهم سلِّم صدورنا، اللهم لا تجعل فيها حقدًا ولا غلًا، ولا حسدًا على أحد من المسلمين.

 

وصلوا وسلموا....

 

المرفقات

سلامة الصدر.doc

سلامة الصدر.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات