ضرورة الأخذ على أيدي النساء المتبرجات

الشيخ سعد بن عبدالرحمن بن قاسم

2024-10-25 - 1446/04/22 2025-09-01 - 1447/03/09
عناصر الخطبة
1/حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أُمّته 2/معجزة نبوية تحققت كما أخبر 3/من مظاهر التبرج المحرم 4/وجوب نصح النساء وإرشادهن.

اقتباس

ولئن كان في نسائنا من يجهلن معرفة الضروري من أمر دينهنّ، ويتهاونّ بالصلاة أو ينقرنها نقر الغراب، أو يخرجن فاتنات ويختلطن بالأجانب، أو غير ذلك من المخالفات الواضحة لشرع الله، فإن التبعة إنما تقع على الأولياء أولاً، ويكون لهم نصيب من الوزر، لأنهم قصَّروا في القيام عليهن..

الخطبةُ الأولَى:

 

الحمد لله مُلهم كل نفس هداها، القائل لنا -سبحانه-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)[الشمس: ٩ – ١٠]، أحمده -سبحانه-، يذلّ العصاة فلا عزة لمن أذله، ويعز المتقين فلا ذُلّ لمن أعزّه.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بيده الملك وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشير النذير، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد: فيا عباد الله: لقد ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثلاً لشفقته على أُمّته والحرص على هدايتها، والحيلولة بينها وبين ما يُهلكها ويُوردها موارد التلف، ضرب المثل لذلك برجل استوقد ناراً فلما وضح الطريق، استبدل الناس بالهداية الوقوع في النار، فأخذ الرجل يمنعهم شفقةً عليهم من الحريق والتلف، ولكنهم يأبون إلا التهافت عليها والاصطلاء بحرها، والوقوع في جحيمها.

 

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما مَثَلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدواب والفراش يقعن فيها، فأنا آخِذٌ بِحُجَزِكُم وأنتم تقتحمون فيها"، وأيّ نار -يا عباد الله- يقتحمها الأحبة من أبنائنا وإخواننا، والأكرمين علينا أشدُّ فتكاً من الكاسيات العاريات؟ اللائي أخبر عنهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

فكان هذا الإخبار معجزة من أبرز المعجزات تحققت كما أخبر؛ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صنفان مِن أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".

 

 أما "الكاسيات العاريات"، فهن اللائي يسترن بعض أجسادهن ويكشفن البعض الآخر، إظهاراً للزينة المحرمة وليفتتن بهن الشباب، أو يلبسن ملابس رقيقة تصف لون الجسم أو تبدي حجمه.

 

و"المائلات المميلات": هن اللائي يمشين متبخترات مميلات لأكتافهن، لإمالة قلوب الرجال إليهن، والافتتان بمحاسنهن، فقد أعدَّ الله لهذا الصنف من النساء نار جهنم، يعانين من ألوان عذابها، جزاء معصيتهن لله ولرسوله، وإغرائهن الرجال في الدنيا بألوان المغريات، مِن تطيُّب عند خروجهن من البيوت إلى مزاحمة للرجال في الأسواق، وتحدّث لغير المحارم، وكشف عما لا يجوز كشفه من أجسادهن، وكل ذلك -يا عباد الله- حرام، وعار ومصيره الدمار.

 

 ولقد كان أول جرم بني إسرائيل انطلاق نسائهم متبرجات للفتنة والإغراء، فكان ذلك سبب دمارهم، فابتلاهم بالطاعون ففتك بهم في ساعة من الزمن فتكاً ذريعاً، فخذوا -يا عباد الله- العِبْرة من مصيرهم، واحذروا نقمة الله وأخذه، إن أخذه أليم شديد.

 

لقد فضَّلنا الله -معشر الرجال- بأن جعلنا قوامين على النساء، فيجب أن نقوم بهذا الحق خير قيام، يجب أن نأمرهن بأمر الله، ونأخذ على أيديهن في كل مجاوزة وتعدٍّ لحدود الله، يجب أن نقودهن إلى الطريق الراشد، وحتى تكون الأم الصالحة، فهي دعامة لبناء المجتمع الصالح.

 

أما إذا أهملنا هذا الحق الذي أوجبه الله علينا، وجعله سلاحاً في أيدينا، فعلى المجتمع السلام، وغداً سوف يندم المفرطون، وهيهات أن ينفع الندم، بعد فوات الفرصة واتساع الخرق؛ لأنهم خنعوا واستسلموا لناقصات العقل والدين، كما وصفهن بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعلون على أكتافهم، وسَحَبْنَهم بغير زمام، سيندم المفرطون عندما يقفون أمام الجبار، يوم الحسرة والندامة، ويسألهم عن القيام بحقوق هذه الرعاية والمسؤولية.

 

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: ٣١]، بارك الله ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الحكم العدل، فلا حكم أعدل من حكمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا راد لأمره ولا معقب لحكمه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نبي الهدى والأمين المبلغ لرسالات ربه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.

 

أما بعد: فيا عباد الله: أُثِرَ عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها، وقد رأت ما أحدثه النساء على عهدها- أنها قالت: "لو رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدثه النساء بعده لمنعهنّ المساجد"، وإذا كان النساء في العصر المفضّل، قد أحدثن أموراً لم تكن مشروعة، فكيف بنساء اليوم؟ ولم يجدن من الإنكار ما يردعهنَّ حتى كأنه شيء عادي مألوف، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

معشر المسلمين: لِنَقِ أنفسنا ومن تحت أيدينا النار، بإلزامهم بالحق ومنعهم من الباطل؛ امتثالاً لقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم: ٦].

 

اللهم وَفِّقنا للعمل الذي يُرضيك عنا يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والاكرام.

 

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

المرفقات

ضرورة الأخذ على أيدي النساء المتبرجات.doc

ضرورة الأخذ على أيدي النساء المتبرجات.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات