(خطبة) الحث على صلاة الجماعة والتحذير من التخلف عنها
خالد الشايع
الخطبة الأولى ( أهمية صلاة الجماعة في المسجد ) 20 ربيع الأول 1447
أما بعد فيا أيها الناس : إن الصلاة هي عمود الدين ، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، وهي العهد الذي من تركه خرج من الدين ،
عباد الله : إن من أعظم شعائرِ الإسلام: صلاةُ الجماعة في المساجد، وإن من البلاء أن يتخلَّفَ عنها أقوامٌ في البيوت بلا عذر،
وقد جاءت نصوصُ الكتاب والسُّنة وآثارُ السلف تُوجِبُ المحافظةَ عليها وتشتدُّ في الإنكار على تاركِها.
• قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [البقرة:43]؛ وفيه أمرٌ بالصلاة مع المصلين، وهو أصلٌ في لزوم الجماعة.
• وقال سبحانه في وصف أهل الإيمان: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾ [النور:36-37].
• ولِعِظَمِ شأن الجماعة شُرِعَت حتى في حال الخوف: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ﴾ [النساء:102]؛ فإذا لم تسقط مع شدَّة الخوف، فكيف تسقط مع الدعة والأمن؟
• وقال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه:132]؛ والأمر بالاصطبار يدل على لزوم الدوام والمشقة المحتملة في شهود الجماعة.
أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله ﷺ: «صلاةُ الجماعةِ تَفضلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرينَ درجة»
وفي الصحيحين منن حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لقد هممتُ أن آمرَ بالصلاةِ فتقام، ثم آمر رجلًا فيصلي بالناس، ثم أنطلقُ معي برجالٍ معهم حزمٌ من حطبٍ إلى قومٍ لا يشهدون الصلاةَ فأُحَرِّقَ عليهم بيوتَهم»
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه أنه قال: يا رسولَ الله، إنّي رجلٌ أعمى، وليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد، فهل لي من رخصةٍ أن أصلي في بيتي؟ قال ﷺ: «هل تسمعُ النداء؟» قال: نعم. قال: «فأجِبْ» .
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليل، ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما قام الليلَ كلَّه»
وأخرج أهل السنن من حديث بريدة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «بَشِّرِ المشَّائينَ في الظُّلَمِ إلى المساجدِ بالنورِ التامِّ يومَ القيامة»
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «ألا أدلُّكم على ما يَمحُو اللهُ به الخطايا ويرفعُ به الدرجات؟ إسباغُ الوضوء على المكاره، وكثرةُ الخطا إلى المساجد، وانتظارُ الصلاة بعد الصلاة»
عباد الله : لعظم أمر صلاة الجماعة ، حث عليها السلف والخلف ، وحذروا من التخلف عنها ، فقد أخرج مسلم في صحيحه قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «من سرَّه أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهنَّ؛ فإن الله شرع لنبيّكم سنن الهدى، وإنهنَّ من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. ولقد رأيتُنا وما يتخلّف عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف»
• وقال سعيد بن المسيّب رحمه الله: «ما فاتتني الصلاةُ في جماعةٍ منذ أربعين سنة».
اللهم اجعلنا من أهل الصلاة وذرياتنا المحافظين عليها ، أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم؛
الخطبة الثانية
الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه.
أما بعدُ؛ فاتقوا الله عبادَ الله، وحافظوا على الصلاة مع الجماعة، واغتنموا فضائلَها:
• كنيلُ المضاعفة العظيمة ، و نيلُ نورِ يوم القيامة.
• وتكفيرُ الذنوب ورفعُ الدرجات .
• وأجرُ قيام الليل لمن شهد العشاءَ والفجرَ في جماعة .
• عباد الله : عليكم بحفظ الأولاد والبيوت بتعلُّقها بالمسجد، فهو حصنُ الإيمان ومَعينُ الأخلاق.
معاشر المسلمين : هناك توجيهات عملية لابد من فعلها لننشط للصلاة وننشط أولادنا ،
فهيّئ نفسَك قبل الأذان، وتطهّرْ مبكرًا، واذكُرِ اللهَ في الطريق.
• الْزَمِ الصف الأولَ؛ فإنه علامةُ السبق وحرصُ الصادقين
. كن من أهل المكث في المسجد واجعل لك وردا من القرآن .
• اربطْ أهلَ بيتك بالمسجد: اصحبْ أبناءَك، وذكِّرْهم بفضله، ورتِّبْ لهم مكافآتٍ تربوية.
• تواصَلْ مع الجارِ الصالح؛ ليوقظَك وتوقِظَه.
• احذرْ من القواطعِ: سهرٍ بلا حاجةٍ، أو هاتفٍ يسرقُ الأوقات.
ولْيعلمْ المتخلِّفون في البيوت –بغير عذر– أنهم يعرِّضون أنفسَهم لوعيدٍ شديد، ، وقال لِلأعمى وقد طلب الرخصة: «هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فأجب» فكيف بالمُبصر الصحيح!
واعلموا –رحمكم الله– أن مَن كان له عذرٌ راجحٌ فاللهُ أرحمُ به من نفسِه، لكن لا يتَّخذِ الرخَصَةَ عادةً؛ فإن من تهاونَ اليومَ وقعَ غدًا.
اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم اجعل قلوبَنا إلى مساجدِك مُحِبّةً، وأقدامَنا إلى الجماعاتِ سابحةً، اللهم ارزقنا لذّةَ التكبيرِ
الأول، اللهم أصلح شبابَ المسلمين، واحفظْ بناتِهم، واجمعْنا على الهدى، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم
المرفقات
1757602555_الحث على لزوم الصلاة جماعة والتحذير من التخلف عنها.docx